شرح الحديث ……………………………………………………
خرج جبريل -عليه السلام- على الصحابة -رضي الله عنهم- بصورة رجل لا يُعرف، وهم جلوس عند النبي -صلى الله عليه وسلم-، فجلس بين يدي النبي -صلى الله عليه وسلم- جلسة المتعلم المسترشد، فسأله عن الإسلام، فأجابه بهذه الأركان التي تتضمن الإقرار بالشهادتين، والمحافظة على الصلوات الخمس، وأداء الزكاة لمستحقيها، وصيام شهر رمضان بنية صادقة، وأداء فريضة الحج على المستطيع، فصدقه، فاستغرب الصحابة من سؤاله الدال على عدم معرفته فيما يظهر ثم تصديقه له، وسأله عن الإيمان، فأجابه بهذه الأركان الستة المتضمنة أن الله هو الخالق الرازق، المتصف بالكمال المنزه عن النقص، وأن الملائكة التي خلقها الله عباد مكرمون لا يعصون الله -تعالى- وبأمره يعملون، والإيمان بالكتب المنزلة على الرسل من عند الله -تعالى-، وبالرسل المبلغين عن الله دينه، وأن الإنسان يبعث بعد الموت ويحاسب، ثم سأله عن الإحسان فأخبره أن الإحسان أن يعبد الله كأنه يشاهده -سبحانه-، فإن لم يقم بهذه العبادة، فليعبد الله -تعالى- خوفًا منه؛ لعلمه أنه مطلع لا تخفى عليه خافية، ثم بيَّن أن علم الساعة لا يعلمه أحد من الخلق، وأن من علامات الساعة كثرة السراري وأولادها، أو كثرة عقوق الأولاد لأمهاتهم يعاملونهن معاملة الإماء، وأن رعاة الغنم والفقراء تبسط لهم الدنيا في آخر الزمان؛ فيتفاخرون في زخرفة المباني وتشييدها، وكل هذه الأسئلة والأجوبة عليها لتعليم هذا الدين الحنيف من جبريل لقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "هذا جبريل أتاكم يعلمكم دينكم".
فوائد الحديث :
……………………………………………………
- بيان حسن خلق النبي -صلى الله عليه وسلم- وأنه يجلس مع أصحابه ويجلسون إليه، وليس ينفرد ويرى نفسه فوقهم .
- تحسين الثياب والهيئة والنظافة عند الدخول على الفضلاء، فإن جبريل أتى معلما للناس بحاله ومقاله .
- أن الملائكة -عليهم السلام- يمكن أن يتشكلوا بأشكال غير أشكال الملائكة .
- الرفق بالسائل وإدناؤه، ليتمكن من السؤال غير منقبض ولا هائب .
- الأدب مع المعلم كما فعل جبريل -عليه السلام-، حيث جلس أمام النبي -صلى الله عليه وسلم- جلسة المتأدب ليأخذ منه .
- جواز التورية لقوله: (يا مُحَمَّد) وهذه العبارة عبارة الأعراب، فيوري بها كأنه أعرابي،وإلا فأهل المدن المتخلقون بالأخلاق الفاضلة لا ينادون الرسول صلى الله عليه وسلم بمثل هذا7: بيان التفاوت بين الإسلام والإيمان والإحسان .
- أنَّ الإيمان بأصول الإيمان الستة من جملة الإيمان بالغيب .
- أنَّ أركان الإسلام خمسة، وأنَّ أصولَ الإيمان ستة .
- أنَّه عند اجتماع الإسلام والإيمان يُفسَّر الإسلام بالأمور الظاهرة، والإيمان بالأمور الباطنة .
- بيان علوِّ درجة الإحسان .
- أن الأصل في السائل عدم العلم، وأن الجهل هو الباعث على السؤال .
- البدء بالأهمِّ فالأهمِّ؛ لأنَّه بُدىء بالشهادَتين في تفسير الإسلام، وبدىء بالإيمان بالله في تفسير الإيمان .
- سؤال العالم ما لا يجهله السائل، ليعلمه السامع .
- قول المسئول لِمَا لا يعلم: الله أعلم .
- أنَّ علم الساعة مِمَّا استأثر الله بعلمه .
- بيان شيء من أمارات الساعة
المراجع:
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق